الهوة بين القول و الفعل في العمل الجمعوي
سمعتهم يتحدثون, يرفعون الشعارات ... ظننتهم أولئك المرتقبون للدفاع عن حقوق و مآسي المدراء , ظننت أن لا أحد في استطاعته التحدث
باسمنا فانتدبتهم و فعل مثلي الباقون ...... و ياللأسف ليست لهم من الحكمة و الرزانة و السلطة المعرفية و تدبير الإقناع و الاقتناع المرتكزة على التواصل الاستراتيجي البناء .... ليس لهم من هذا كله إلا المراوغات " ووضع العصا في الرويدة" ليس هذا هو الأسلوب الذي يتطلبه الحوار المبني على الحجة و الاتبات المرتكز على الثقة في النفس و التحكم في اللغة و سرعة البديهة.....
هذا من جهة ومن جهة أخرى العمل الجمعوي و التعاوني عمل تطوعي كل عنصر من عناصر الجمعية كيفما كانت مكانته داخل المكتب يطمح المنخرطون و يأملون أن يكون ذلك المنتدب محط ثقة , يتسم بالجدية و رباطة الجأش و فبول الاختلاف , له القدرة على الإقناع و طرح الاقتراحات بكل جدية و حزم , له الكفاءة التواصلية الإستراتيجية و قد أعنيه ما أعنيه بطرح هذه النقط – نظرا لتعاقبي على مجموعة من المؤسسات التعليمية من سيدي إفني إلى المحمدية مرورا بقلعة السراغنة و مولاي رشيد سيدي عثمان و بوجدور- صادفت أشخاصا يحملون أفكارا واعدة و يتسمون بشخصيات وازنة تجعلهم محط احترام و تقدير .. و عند إنشاء الجمعية تراهم يتهافتون على مهام حساسة داخل تشكيلة المكتب ..... و ماإن يشكل المكتب و يسلم الوصل المؤقت أو النهائي حتى ينزاح القناع و ينجلي المختفي ليظهر الوجه الحقيقي لذلك الممثل ( بالمعنيين) هدفه حب الظهور و الشهرة و التقرب و التعرف و مجالسة المسؤولين و الجري و راء المصلحة الخاصة ..
أين هي الموضوعية والتفاني و الوعي و روح المسؤولية إنها درب من الخيال فالكل مجبون على الذاتية و المصلحة الشخصية .....
صادفت أناسا بعد ترشيحهم يتباهون حتى في رد التحية .... تساءلت مع نفسي مرارا عن الأسباب الكامنة وراء هذا التصرف الغريب و الذي لا يمت للمسؤولية في شيء ؟ استنتجت بعد تذكر أولئك الأشخاص سواء منهم القدامى أو الحاليين أنهم يشتركون جميعا في خصلة واحدة غياب روح المسؤولية ,انعدام الضمير و ضعف الشخصية و حديثي العهد بالعمل الجمعوي و الوظيفي, يجهلون تمام الجهل تقنيات التواصل و استراتيجياته ... تلاحظهم و هم يتحدثون أن حركات أجسادهم و أيديهم في تناقض تام مع ما يقولون- أتذكر حينها قول ذلك الأستاذ في علم لغة الجسد " باربارا بييز" "لا يهمني ماذا تقول ولكن ما يهمني هو كيف كنت تبدو و أنت تقول.....".
ادريس مروان
مدير مدرسة سهام 2
نيابة المحمدية