من أفيد الأشياء غير الملموسة التي ترافقنا، ولها أهمية قيمية كبرى مدى حياتنا والتي شبهت بالذهب : "الوقت" هذه القيمة القيمية والاجتماعية التي يجب أن لاتهدر في الباطل وأن لاتمرر في الفراغ ولكن بدون إفراط ولا تفريط،
تشير الدعامة الثامنة في الميثاق إلى ضرورة تدبير الوقت في مجال التربية و التكوين بما في ذلك الجداول الزمنية و المواقيت وتوزيع الحصص على أيام السنة حسب وتيرة الحياة المميزة للمحيط الجهوي للمدرسة.
ويشير مفهوم الإيقاعات المدرسية إلى تنظيم و تدبير الحصص اليومية و الأسبوعية و السنوية لأنشطة التلميذ الفكرية و المهارية و العقلانية بحيث يراعى في هذا التنظيم الصحة الجسمية و النفسية للتلميذ،والأوقات المناسبة للتعليم و التعلم، و ذلك ضمانا للاستعمال الأمثل للموارد البشرية و المادية و المالية المرصودة للتعليم في مختلف أسلاكه و مستوياته،
في خضم كل هذه المعطيات التي اعتمدت أسس علمية/ منطقية/ اجتماعية /انسانية وسوسيوثقافية عن المؤسسات التعليمية، أطلت علينا خلال بداية هذه السنة الدراسية 2012/2013،
مذكرة وزارية تحمل رقم 2156/2 تنص هذه المذكرة -الصادرة بالضبط بتاريخ 04 شتنبر 2011م- [size=12][size=18][size=9]على ا[size=12][size=9][size=9]عتبار يوم السبت والأحد يومي عطلة أسبوعية بالوسط الحضري[/siz[/size]e] ،[/size] حيث سيكون التوقيت الدراسي خلال[/size] الأيام الاثنين والثلاثاء والخميس في الفترة الصباحية من الساعة الثامنة إلى 12 زوالا، وفي الفترة المسائية من الساعة الثانية إلى الساعة الرابعة والنصف ، بينما سيكون توقيت العمل يوم الأربعاء من الساعة الثامنة صباحا إلى حدود منتصف النهار، بينما توقيت الدراسة ليوم الجمعة سيكون في الفترة الصباحية من الساعة الثامنة صباحا إلى غاية منتصف النهار وفي الفترة المسائية من الثانية والنصف إلى غاية الخامسة.[/size][/size]
في تدبير الزمن التعلمي و المدرسي بالمدرسة الحضرية بالمدن يجب أن يراعي علميا كما قلناالجوانب الصحية الجسمية والنفسية للتلميذ،والأوقات المناسبة للتعليم و التعلم، والظروف الصحية الجسمية والنفسية للأستاذ(ة)، فهذا التوقيت هو توقيت إداري وللعمل العضلي أكثر منه توقيت تربوي، إن التعليم الابتدائي أكثر إنهاكا وأكثر أهمية لما له من وظائف بنائية أساسية تؤثر على فعالية وجودة الأسلاك التعليمية اللاحقة، وقد أثبتت أحدث الدراسات "أن ساعة في القسم تساوي ساعتين في المعمل"، فتطبيق مضمون المذكرة قد خلف انهاكا للتلاميذ والأساتذة على حد سواء مثلا (قصر فترة الراحة بين فترة الصباح وبعد الزوال) وكثرت تأخرات وتغيبات التلاميذ واستسلامهم للشرود والنوم خصوصا في فترات مابعد الزوال وبالخصوص المستويين الأول والثاني...
أما بالوسط القروي فسيتم اعتماد التوقيت اليومي المكيف حسب الظروف المناخية والجغرافية واعتبارات أخرى،ولكن المذكرة أغضت الطرف عن المناطق الهامشية في مناطق توسم بالهشاشة و التي تتواجد بضواحي المدن والتي لايتنقل إليها التلاميذ والمدرسون إلا عبر وسائل النقل المختلفة ( عين حرودة،النواصر،مديونة، بوسكورة ....) فعلى مستوى الجهة المسؤولة جهويا أنتجت عبقرية في استعمالات الزمن لا تراعي أبدا أبسط متطلبات تدبيرزمن عقلاني وفرضت على الأستاذ(ة) والتلميذ(ة) فرضا ، مما ينهك كاهل التلاميذ والأساتذة على المستوى الجسدي والنفسي والمالي أيضا ويخلق ظروف غير مريحة ولا سليمة لتحقيق الأهداف السامية لتدبير العملية التعليمية/التعلمية بشكل سلس ،فنحن نعلم جيدا أن الأستاذ(ة) هومستلزم مهم ومركزي في منظومة العملية التعليمية/التعلمية وأن إشراكه و انخراطه بكل طواعية في منطق تدبير حكيم للزمن التعلمي والمدرسي ومن خلال ممثليه (النقابات الأكثر تمثيلية) لكفيل بتحقيق المبتغى.
إن تحديد زمن بيداغوجي حقيقي وموضوعي يجب أن يراعي الخصوصيات البيداغوجية، أوالسيكواجتماعية، للمنهاج التعليمي وللمتعلمين، ولمحيط المدرسة، وللمدرسين، ولمتطلبات التنمية البشرية الحقيقية، ولنهضة وتقدم البلاد عامة،
إن المدخل الأساسي في التعليم الابتدائي هو تحقيق العدالة والانصاف لهذا السلك التعليمي المهم فيجب أن يعمل على تقليص ساعات التدريس فيه،فلا يعقل أن في بلدنا المغرب وحده يدرس الأستاذ 30 ساعة ويفرض على التلميذ(ة) البقاء في القسم 30 ساعة كما أكدت الدراسات،فأين حقوق الطفل والانسان؟؟؟
وفي المقابل يجب أن نهتم كأولوية بالأمور التقنية الأساسية لتطور المنظومة التعليمية: البنية التحتية للمؤسسات التعليمية ومحاربة الاكتظاظ المرضي وبدء البنية التعلمية من رأسها وهو تعليم أولي بمواصفات الجودة وتوظيف بيداغوجيا ملائمة لتدبير التعلمات، والاهتمام بالوضعية التربوية والاجتماعية للتلاميذ والأساتذة والمديرين والمفتشين على حد سواء على اعتبار انهم متدخلون مباشرون في العملية التعليمية/التعلمية وننتهي من منطق الحديث عن الاكراهات في هذه الأساسيات إذا كنا فعلا نتوق إلى تحقيق تنمية اجتماعية لأنه شئنا أم أبينا التربية والتعليم هما مدخلان ملزمان لهذه التنمية والسلام.
مقال للأستاذ منير صادر مدرسة سهام2 عين حرودة نيابة المحمدية
